في صباحٍ رطيب بعد هطول أمطار الربيع، فوجئت بآثار زحف القواقع حول أقدام النباتات، ورأيت أثر العجلات الصغيرة التي تركتها اليرقات على أوراق الخس. تذكّرت حينها حديث والدتي عن استخدام النيماتودا في حديقة جيراننا لتنظيف الأرض من القواقع بلا سموم. مع البحث، وجدت أن الخبراء من مجلة 60 مليون مستهلك أجروا مقارنات مفصّلة لأربعين منتجًا لمكافحة هذه الآفات، بحثًا عن حلول تجمع بين الفعالية واحترام البيئة.
يرقات الدعسوقة والنيماتودا: مكافحة الآفات بلا سموم
إذا كنت تتخوّف من تأثير المبيدات الكيميائية على ديدان الأرض والكائنات المفيدة، فالحل قد يكمن في النيماتودا المجهرية. نيماتودا Phasmarhabditis hermaphrodita هي دودة دقيقة تعيش في التربة وتهاجم القواقع والديدان التي تضر بمحاصيلك، ثم تتكاثر داخل جثثها وتبحث عن ضحايا جدد. تتميز هذه الطريقة بأنها تقتصر على الآفات المستهدفة دون القضاء على الكائنات الأخرى في التربة.
من جهة أخرى، يعتمد عدد من المبيدات على فوسفات الحديد (phosphate ferrique) كعنصر نشط للقضاء على القواقع، إذ يعيق نظامها الهضمي ويؤدي إلى وفاتها خلال أيام دون التأثير على الثدييات أو الطيور. ولكن هذا المركب قد يؤثر على أنواعٍ معينة من اليرقات الأرضية، مما يتطلب استخدامه بحذر.
خيارات مستهدفة أكثر صديقة للبيئة
عندما تواجه الحفار الورقي أو غيره من اليرقات، يفضّل تجنّب مبيدات واسعة الطيف مثل سبينوساد التي، رغم مصدرها الطبيعي، ثبت أنها سامة للنحل والحشرات النافعة إذا استُخدمت في أوقات نشاطها. بدلاً من ذلك، يمكنك اللجوء إلى:
- الدبابير المجهرية الطفيلية (Micro-wasps) التي تضع بيضها داخل يرقات المنّ، فتتحكم في أعدادها.
- مستخلصات نباتية مركّزة مثل زيت الكولزا أو الصابون البوتاسيومي، صديقة للبيئة وفعّالة ضد المنّ والقشريات.
وللحفاظ على توازن النظام البيئي في حديقتك، انتقِ دائمًا المنتجات الحاملة لعبارة “مصرّح للاستخدام في الحدائق” وفقًا للقوانين المعمول بها، ما يضمن قوتها وملاءمتها لبيئتك دون الإضرار بالكائنات النافعة.






