الخبراء: القاسم المشترك بين معظم من يعيشون حتى 100 عام

حتى 100 عام

عندما علمتُ أن بعض الأشخاص يعيشون أكثر من مئة عام، أحسستُ بالتساؤل: ما السر في ذلك؟ في إحدى اللقاءات مع جارٍ مسنٍّ تجاوز المئة عامًا، حدّثني كيف يمضي صباحه في الاعتناء بحديقته قبل تناول فنجان القهوة، معتقدًا أن تحريك الجسم وسط الطبيعة هو سبب نشاطه الدائم. وهذه الحكاية ليست استثناءً في مناطق العالم التي أطلق عليها العلماء اسم المناطق الزرقاء، حيث يعيش الناس أطول من المتوسط.

ما هي أكثر الأنشطة البدنية شيوعًا في المناطق الزرقاء؟

في أحياء مثل أوكيناوا باليابان وساردينيا بإيطاليا، يشترك أصحاب المئة عام في عادة النشاط المعتدل اليومي. تجدهم يمارسون المشي في الحقول، أو يسرحون في بساتين الزيتون، أو يعتنون بالحدائق المنزلية. بعضهم يقضون ساعاتٍ في البستنة أو العمل الرعوي، وهو نشاطٌ يجمع بين التمارين وتأمل الطبيعة، ما يعزز الصحة البدنية والعقلية في آن واحد. حتى الأعمال المنزلية كمسح الأرض أو تنظيف الأسطح تُعدّ جزءًا من روتينهم الصحي.

عوامل أخرى تساهم في طول العمر

بعيدًا عن النشاط البدني، لا يمكن تجاهل قوة العلاقات الاجتماعية وروح الانتماء للمجتمع. في هذه المناطق، يرتبط الجيران والأقارب بروابط متينة، يتبادلون الزيارات والمساعدة اليومية، ويجتمعون حول طاولة الطعام لتعزيز التواصل والدعم النفسي. كما يعتنون بنظامهم الغذائي، فيتناولون الحبوب الكاملة، والخضروات الطازجة، والأسماك أحيانًا، مع الاعتماد على التغذية الصحية كأساس للحفاظ على حيوية أجسامهم.

كيف نستفيد من هذا في حياتنا؟

حتى لو لم نعيش في مناخٍ مشمس طوال العام، يمكننا تطبيق بعض الدروس:

  1. مارس البستنة في الحديقة أو على الشرفة، ولو بزراعة بعض الأعشاب أو النباتات المنزلية، فهذا يخفف التوتر ويزيد الحركة.
  2. احرص على لقاء الأصدقاء والعائلة بانتظام، فالضحك والمحادثات العفوية تضفي شعورًا بالانتماء.
  3. اختر نظامًا غذائيًا متوازنًا يعتمد على الخضروات والبقوليات وقليلٍ من اللحوم والأسماك.
  4. تحرك يوميًا: خذ نزهة قصيرة، اصعد الدرج بدل المصعد، أو مارس هواية تتطلب نشاطًا خفيفًا.

كل هذه العادات البسيطة تكوِّن معًا قصة حياة طويلة وصحية، وليست حكراً على سكان المناطق الزرقاء فحسب.

الخلاصة
طول العمر ليس هبةً حكرا على فئات محددة، بل نتاج مجموعة عوامل: نشاط بدني معتدل، تغذية متوازنة، علاقات اجتماعية داعمة، وبيئة طبيعية حولنا. جرب تحويل هذه الخُطوات إلى روتين يومي، فقد تجد نفسك بعد سنوات تحكي بدورك قصص صباحاتك في الحديقة بكل رغبة ونشاط.