لا حاجة للأفلام البلاستيكية في المطبخ: تعرف على البدائل المستدامة

لا حاجة للأفلام البلاستيكية

في عالمٍ يغمره البلاستيك من كل حدبٍ وصوب، قررتُ أن أتوقف عن استخدام الفيلم البلاستيكي قبل أن يصل إلى مطبخي. في هذه الجولة، سأشارككم قصصًا وأفكارًا عملية عن بدائل مستدامة لحفظ الطعام وحماية البيئة، مع حكاياتٍ من ممارستي اليومية.

قصة شخصية ونقطة الانطلاق

قبل ثلاث سنوات، عندما بدأتُ أشعر بالقلق من كمية الفيلم البلاستيكي التي تنتهي في سلة المهملات بعد استخدامٍ واحد، قررتُ أن أجرب التخلص منه في مطبخي. أتذكر يومًا أنني فتحت خزانة الأطباق فوجدتها ضيقة بسبب الكراتين والأكياس البلاستيكية التي لم تعد تُستخدم سوى لحفظ بقايا الطعام. عندها قررت أن أبدأ مع هذه الخطوة البسيطة. حسب تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يساهم الاستخدام المفرط للمواد البلاستيكية في تغليف الأغذية في تلوث المحيطات بشكل ملحوظ، فكانت هذه دافعة قوية لي للبحث عن بدائل مستدامة.

أوعية زجاجية قابلة لإعادة الاستخدام

في أول زيارة لي إلى السوق، مررت بقسم الأواني المنزلية ورأيتُ مجموعاتٌ من أوعية Pyrex الزجاجية بأغطية محكمة التحكّم. اشتريتُ ثلاثة أحجام مختلفة، وما إن جربتها حتى أدركتُ أن التخزين فيها أكثر أمانًا ووضوحًا. كذلك ابتكرت صديقة لي، مريم، استخدام برطمانات المخلل الفارغة بعد غسلها جيدًا لحفظ السلطات والجبن. هكذا تشاركتُ معها فكرة الاستخدام المستدام للأدوات بدلًا من رميها.

فن تخزين الصلصات وتجميد البقايا

عندما يتبقى نصف عبوة صلصة الطماطم أو علبة حليب جوز الهند، أستخدم قمعًا لنقل الكمية إلى برطمان زجاجي صغير. وإذا احتجتُ لتجميد مركز الطماطم، أغطي نصف العلبة ورقيًّا بالقصدير، أربطها بمطاط، ثم أضعها في الفريزر. وعند الحاجة، أضعها في طبق ماءٍ دافئ قليلًا حتى تذوب بسرعة. بهذه الطريقة أتجنب تخزين ذكي يقضي على هدر الطعام.

تغطية الأطباق بطرق بسيطة

حين تكون الأطباق كبيرة ولا تناسب الأواني، أغطّيها بصحن مقلوب أو بقماش مطبخ نظيف. مرة حاولت تجربة غطاء مصنوع من قماش الشاش، وثبّته بشريط مطاطي حول إناء العجين، وكانت النتيجة رائعة: العجين نمت ببطء دون أن تجفّ قشرته. بهذه الحيل البسيطة نستغني عن اللاصق الشفاف.

الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام والحلول المرنة

أنا أمتلك مجموعة من الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام (مشابهة لـ Ziploc) استخدمتها منذ عامين تقريبًا. أغسلها بانتظام بالماء الدافئ والصابون، ثم أتركها تجفّ قبل الاستخدام مرة أخرى. في المرات التي أنقل فيها فطيرة أو كيش، أضعها في حقيبة قماشية صغيرة وأربطها بحبل رفيع ليُصبح غطاءً محكمًا وآمنًا أثناء النقل.

نصائح إضافية لحفظ الطعام وتأخير الهدر

  • عند تراكم قطع الثوم أو الجبنة، أضعها في أوعيةٍ شفافة صغيرة مع أغطية بلاستيكية متينة، فيمكنني رؤية المحتويات بسهولة.
  • نصف حبة البطيخ أضعها مقلوبة على طبق في الثلاجة، فتذكّرني كلما فتحت الباب بتناولها قبل أن تفسد.

ختامًا، قد لا يؤدّي الاستغناء عن الأفلام البلاستيكية وحده إلى القضاء الكلي على مشكلة النفايات، بيد أنه خفض النفايات البلاستيكية في المطبخ خطوة عملية وسهلة التعلم. بتبني هذه البدائل، نسهم في حماية كوكبنا ونرشد استهلاكنا اليومي إلى مسار أكثر وعيًا ومسؤولية.