مشروب واحد فقط غني بمضادات الأكسدة لتحسين صحة الأمعاء

لتحسين صحة الأمعاء

تُعرف الأمراض الالتهابية المعوية (MICI) بانقطاع التوازن في جدار القناة الهضمية، مما يسبب التهابًا مزمنًا في الأمعاء وألمًا متكررًا واضطرابًا في حركة الأمعاء. ذات مرة، قابلتُ صديقي سامر الذي يعاني من نوبات ألم حاد بعد كل وجبة؛ أخبرني أن الأطباء يراقبون احتمال تطور سرطان القولون والمستقيم لديه بسبب هذا الالتهاب المزمن، وهو ما يؤكد خطورة الحالة وشيوعها.

كيف أُجريت التجربة؟

في جامعة ميسوري بالولايات المتحدة، قام فريقٌ علمي بدراسة 60 فأرًا مقسَّمين إلى أربع مجموعات:

  • مجموعة تحكم تلقت محلولًا غير فعّال (بلاسيبو).
  • مجموعة مريضة تعرضت لعامل يحاكي التهاب القولون التقرحي.
  • مجموعة علاجية تناولت العامل المسبب للالتهاب مع عصير الخضروات.
  • مجموعة عصير شربت العصير وحده دون تعرض لعامل الالتهاب.

رصد الباحثون معدل البقاء على قيد الحياة وفقدان الوزن وشدّة الالتهاب في القولون، بالإضافة إلى تركيبة الميكروبيوتا في الأمعاء، ونُشرت النتائج في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية (International Journal of Molecular Sciences).

نتائج الدراسة على الفئران

أظهرت الفئران التي تناولت العصير مع العامل المسبب للالتهاب:

  • معدل بقاء أعلى مقارنة بالمجموعة المريضة.
  • فقدان وزن أقل، مما يدل على تحسن الحالة العامة.
  • تغييرات إيجابية في الميكروبيوتا ترتبط بتحسن في وظيفة حاجز الأمعاء وإصلاح الأنسجة الملتهبة.

يشرح البروفيسور ساتيانارايانا راتشاغاني بأن هذه التغيرات “تساهم في تقليل الأضرار المعوية والالتهاب بفضل الخصائص المضادة للأكسدة”.

الكرنب الأحمر: عصير غني بالمضادات ومُعزز للميكروبيوتا

المفاجأة الكبرى كانت عصير الكرنب الأحمر! فهو يحتوي على مجموعة واسعة من المركبات البيوكيميائية التي:

  • تعزز نشاط خلايا T التنظيمية في جهاز المناعة، ما يساهم في توازن استجابة الجسم للالتهاب.
  • تزيد من وفرة البكتيريا النافعة في الأمعاء، فتنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تخفف الالتهاب.

أتذكر في زيارة إلى السوق الأسبوع الماضي أن بائع الخضار عرض عليَّ حزمة من الكرنب الأحمر الطازج، فعمدتُ إلى تحضير كوب من عصيره يوميًا مع قليل من التفاح؛ ولاحظتُ أن هضمي أصبح أكثر سلاسة، وشعرت بأن بطني أقل انتفاخًا في الصباح.

توصيات لتحسين صحة أمعائك

إلى جانب تضمين عصير الكرنب الأحمر في نظامك الغذائي:

  • احرص على تنوّع الخضروات الغنية بالألياف كالفطر والبنجر.
  • واظب على التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي أو اليوغا، لدعم حركة الأمعاء.
  • راقب نسبة الرطوبة في مكان تناولك للطعام، فبيئة جافة تساعد على استقرار الميكروبيوتا.
  • استشر أخصائي تغذية أو طبيبًا عند استمرار الأعراض للحفاظ على توازن صحي لأمعائك.

بمتابعة هذه النصائح وبدعم العلم الحديث، يمكن لعصير الكرنب الأحمر أن يكون إضافة قيمة في رحلة تحسين صحة الجهاز الهضمي والحدّ من أعراض الأمراض الالتهابية المعوية.