يُعتبر الليمون من الفواكه التي يكاد لا يخلو منزل منها، فهو معروف بمذاقه الحامض المنعش وفوائده الصحية الكثيرة. لكن، هل من الآمن والمفيد فعلاً شرب عصير الليمون كل يوم؟ إليكم ما يقوله المختصون حول هذا الأمر.
فوائد متعددة لعصير الليمون
يحرص العديد من الأشخاص، ومنهم صديقتي سارة التي تبدأ صباحها دومًا بكوب ماء دافئ مع عصير نصف ليمونة، على تضمين عصير الليمون في روتينهم اليومي، لما يشاع عنه من فوائد صحية مهمة. بالفعل، فالليمون غني بـ فيتامين C الذي يساهم في تعزيز المناعة ومكافحة الجذور الحرة التي تتلف خلايا الجسم.
ومن تجربتي الشخصية، لاحظت تحسّنًا واضحًا في عملية الهضم عندما بدأت بشرب عصير الليمون بين فترة وأخرى؛ إذ يُعتقد أن الليمون يساعد على تحفيز إنتاج العصارة الصفراوية، ما يُقلّل من الانتفاخات المزعجة ويُحسّن من حركة الأمعاء.
كما يحتوي الليمون أيضًا على مادة البكتين، وهي ألياف غذائية تساعد على الشعور بالشبع وتنظيم الشهية. وهذا ما لاحظته فعلًا عندما استخدمت عصير الليمون في نظام غذائي لمساعدتي في خسارة بعض الوزن.
مخاطر الاستهلاك اليومي لعصير الليمون
مع ذلك، ورغم الفوائد المتعددة، يجب أن نأخذ في الحسبان بعض المخاطر المرتبطة بتناول عصير الليمون بشكل يومي. إحدى هذه المخاطر تتعلق بـ حموضة الليمون وتأثيرها السلبي على مينا الأسنان. وهذا ما أكدته طبيبة الأسنان التي أتابع عندها، حين نصحتني باستخدام القشة (المصاصة) أثناء شرب العصير، ثم شطف الفم جيدًا بالماء بعد تناوله لتخفيف التأثير الحمضي.
وللأشخاص الذين يعانون من حساسية المعدة أو القولون، فإن الإفراط في تناول فيتامين C قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، كالمغص والإسهال، وهو ما تعرّض له زميلي أحمد عندما بالغ في شرب العصير ظنًا منه أن زيادة الكمية تعني زيادة الفوائد.
كما ينصح خبراء التغذية بعدم الاعتماد كليًا على عصير الليمون وتجاهل بقية العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم من مصادر غذائية أخرى. فالإكثار من العصير قد يؤدي إلى نقص في عناصر غذائية أساسية يحتاجها الجسم بشكل يومي.
نصائح الخبراء للاستهلاك المثالي
وفقًا لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإن تناول عصير الليمون بشكل معتدل وضمن نظام غذائي متوازن يمكن أن يقدم فوائد صحية حقيقية دون تعريض الجسم للمخاطر. كما يُنصح دائمًا بمناقشة أي تغيير جذري في النظام الغذائي مع طبيب أو مختص تغذية لتجنب الآثار الجانبية المحتملة.
في النهاية، يبدو أن كلمة السر هنا هي الاعتدال. تناول عصير الليمون من حين لآخر هو خيار ممتاز للاستفادة من فوائده دون التعرض لمخاطره المحتملة.